Admin Admin
عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 03/04/2011
| موضوع: عصبية الطفل: هل سببها نفسي, اجتماعي؟ أسري؟ أو لأن الطفل لديه احتياجات خاصة ؟؟ السبت أبريل 09, 2011 5:41 pm | |
| عصبية الطفل مكتسبة غالباً من محيط اسرته
قرض الأظافر, أو رمش العين الكثير, وتحريك الرأس جانبا, واحياناً مص الأصابع, وتكسير الأقلام, وغيرها من الحركات اللاشعورية التي نلاحظها احيانا في بعض الاطفال الذين تظهر العصبية واضحة في سلوكهم وتكون الاستثارة والغضب وعدم الاستقرار النفسي اكثر ما يميزهم رغم ان حركاتهم في الغالب تكون لا ارادية.
الا انه اثبت علميا أن الطفل يتأثر بما يحيط به من الحنو أو القسوة تأثرا عميقا يصاحبه بقية حياته وعمره ويشمل نواحيه الصحية والنفسية, وكما هو معلوم لدى علماء التربية أن الطفل يولد وليس له سلوك مكتسب, بل يعتمد على أسرته في اكتساب سلوكياته, وتنمية شخصيته ; لأن الأسرة هي المحضن التربوي الأول التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها, ومنها يكتسب الكثير من الخبرات والمعلومات, والمهارات, والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي -إيجابا وسلبا - وهي التي تشكل شخصيته بعد ذلك, ومن الظواهر التي كثيرا ما يشكو منها الآباء والأمهات ظاهرة العصبية لدى الأطفال.
وهنا كان لأختصاصي علم النفس محمد الشوبكي رأي اكد فيه ان :عصبية الطفل الزائدة غالباً ما تكون اسبابها غير العضوية اي نفسية من داخل محيط الاسرة حيث اشار الشوبكي: ان العصبية لها الكثير من الاسباب منها اكتساب العصبية من المحيط الاسري للطفل فاذا اتسم احد والدي الطفل او كلاهما بالعصبية فالطفل بطبيعة الحال سيكون عصبي المزاج. كما ان التفكك والتصدع الاسري له الدور الاكبر في اضطراب الطفل النفسي وهذا يجعله يسقط احباطاته في عصبيته على الاخرين ومن المعروف ان الاطفال لا يعبرون بالحديث بل من خلال السلوك.
ويضيف الشوبكي: ان الطفل احياناً يتشرب العنف والعصبية من التلفزيون والالعاب الالكترونية التي تتميز اليوم بكثرة مشاهد العنف التي تولد لدى الطفل اضطرابات نفسية تظهر على شكل سلوك عنفواني, وبالتالي ان هناك العديد من الاسباب تؤدي الى تغذية نزعة الانفعال الشديد والعصبية الزائدة لدى الطفل حيث يرى الطفل العالم امامه بصورة مشوهة لا تأتي الا بالقوة ويتحول السلوك العنيف الى عادة تنشأ معه واحياناً يسلكها حتى عند الكبر.
وبين الشوبكي ان: للنزعات والحروب دور كبير في عصبية الطفل حيث اكد الشوبكي ان هناك الكثير من الدراسات العلمية التي اجريت على الاطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات السياسية والحروب وتبين انهم اكثر عصبية وعنفا من غيرهم كذلك اقل تحصيلا اكاديميا واقل احترافاً للمهن كما ان الاضطرابات التي اكتسبوها من بيئتهم التي امتلأت بالعنف تستمر معهم حتى بعد الزواج .
هذا وتعرف العصبية بأنها ضيق وتوتر وقلق نفسي شديد يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه مشكلة أو موقف ما, يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب الناس مثل الأخوة أو الوالدين.
اما اسباب العصبية فيشير علماء النفس أنها لدى الأطفال ترجع إلى أحد السببين الآتيين اما أسباب عضوية ( مَرضية ) وكون الطفل لديه احتياجات خاصة , مثل : اضطرابات الغدَّة الدرقية. اضطرابات سوء الهضم او مرض الصرع.
وفي حالة وجود سبب عضوي لا بد من اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص لمعالجته منه, فلا بد من التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية قبل البحث عن أسباب نفسية أو فسيولوجية تكمن وراء عصبية الطفل.
وفي حالة التأكد من خلو الطفل من تلك الأمراض السابقة, علينا أن نبحث في السبب الثاني للعصبية وهو : أسباب نفسية واجتماعية وتربوية, وتتمثل في اتصاف الوالدين أو أحدهما بها بالعصبية, مما يجعل الطفل يقلد هذا السلوك, كما اشار الشوبكي اضافة الى غياب الحنان والدفء العاطفي داخل الأسرة التي ينتمي إليها الطفل, سواء بين الوالدين, أو إخواته.
وللقسوة في التربية مع الأطفال, سواء بالضرب أو السب, أو عدم تقبل الطفل وتقديره, أو تعنيفه لأتفه الأسباب دور كبير في عصبية الطفل.
وفي ذات الوقت الإسراف في تدليل الطفل مما يربي لديه الأنانية والأثرة وحب الذات, ويجعله يثور عند عدم تحقيق رغباته.
ويكون علاج تلك العصبية في تفادي كل تلك المسببات النفسية التي قد تترك اثارها السلبية على شخصية الطفل للمدى البعيد وتكون مصاحبة له في حياته المستقبلية. | |
|